والدي يرفض الخطاب ..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد


أسرتي مكونة من أم وأب منفصلين عاطفيا منذ عشر سنوات, يعيش كل منهما حياته بمعزل عن الآخر، وأنا الابنة الكبرى - أتممت 38 عاما - بين أربع أخوات فتيات لم يسبق لأي منا الزواج.

تقدم لي كثيرون، وفي كل مرة يبحث والدي عن مبرر لرفض الخاطبين، ووالدي يبلغ الخامسة والسبعين, وليس سهلا التفاهم معه. تقدم لي الآن شاب متزوج طلبا للزواج (شارطا عدم علم أهله) .. رفض والدي مقابلته, رغم أنه شاب صالح (نحسبه والله حسيبه) ..
فيما سبق تدخل الأقارب ومن في مقامهم لحل المشكلة، ولم يجد ذلك نفعا، ووالدتنا مغلوبة على أمرها، وترى أنها لا تقدر على التدخل الإيجابي بسبب تأزم علاقتها مع الوالد.
أنا حريصة على إتمام الأمر لكن بهدوء وطيب خاطر .. ماذا أفعل لتحقيق رغبتي بالزواج ممن تقدم لي ؟؟ أود استشارتكم حول الخيارات المتاحة أمامي للتصرف حيال وضعي الأسري .. 
هل من نصائح أو إجراءات قانونية - أو غيرها - يمكن اتباعها لحل مشكلتي وإتمام هذا الزواج؟؟ وجزاكم الله خيرا،،،،

 

 

 

الجواب ( م. فيصل حسن مغربي)
 

أختي الكريمة :

بداية أشكر لك ثقتك بموقع المستشار ونسأل الله أن يتم نعمته عليك وعلى أسرتك الكريمة وأن ينفعك بما نذكره هنا من استشارات وتوجيهات واشكر لك تعاملك الطيب مع والديك رغم العنت الذي تلاقيه أنت واخواتك من جرا تأخر قطار الزواج عنكم .

اختي الكريمة : نحن في الاستشارات دورنا يقتصر على توضيح الصورة لواقعك والإيجابيات والسلبيات التي تحيط بواقعك وتزويدك بمهارات وادوات تساعدك في اختيار الطريق والعلاج المناسب لمشكلتك.

واليك بعض الحقائق والملاحظات من خلال ما ذكرتيه في المشكلة :

اولا : لم تبين لي من خلال ما ذكرتيه ما وهو السبب الحقيقي وراء رفض والدك الخطاب ولذا لا يمكن تحديد طريقة واحدة للعلاج فلربما كان لديه سبب مقنع او قناعة معينة تحتاج الى معالجة .
ثانيا : لا شك اختي الكريمة ان الزواج سنة نبوية وفطرة فطر الله الناس عليها والمطالبة بها مطالبة شرعية للذكر والانثى وحق من حقوقهما . والعضل والمنع لهما بغير سبب مقبول يعتبر من الظلم والاعتداء على حقوق الاخرين والله لا يحب الظالمين .
ثالثا: ومن ناحية اخرى الزواج طريق من طرق السعادة في هذه الدنيا ولكن ليس هو كل السعادة فهناك ممن ابتلينا بعدم الزواج شقوا طريقه في هذه الحياة وقاموا برسالتهن احسن قيام ونالوا السعادة والنجاح.
رابعا: السمع والطاعة للوالدين والبر بهما من اعظم الاعمال واحبها الى الله سبحانه وتعالى وقد قرنها الله عز وجل بتوحيده ( وقضى ربك الا تعبدوا الا الله وبالوالدين احسانا ) واجر البر بالوالدين والصبر عليهما فضله كبير واجره عظيم وثوابه في الدنيا قبل الاخرة .
وهذا لا يعني ان نطيعهما في كل شيء بل تكون طاعتهما فيما يرضي الله عزو جل وفيما لا يرجع على الابن بالضرر .

اختي الكريمة : اليك بعض التوجيهات والحلول الممكنة من خلال ما ذكرنا آنفا :

الطريقة الاولى:
محاولة التفاهم مع الوالد بالحسنى وبذل البر والحنان والعاطفة معه وارضاءه بما يحب من المعاملات والهدايا (ادفع بالتي هي احسن ) . ومحاولة ايصال الرسالة الشرعية له بان ما يفعله من عضل لبناته لا يرضي الله بطرق غير مباشرة .. مع كثرة الدعاء له بان يفتح الله على قلبه 
الطريقة الثانية :
وهي ما شعرت انك تميلين اليه وهو المطالبة المشروعة بحق الزواج اما من خلال الاقارب الذين لهم تأثير على والدك واذا لم ينفع ذلك فاللجوء الى القاضي وهو مسئول ومخول شرعا ونظاما ان يتدخل في هذا النوع من الحقوق وهذا قد يكون فيه عصيانا للوالد وقد يحاول منع ذلك وقد يترتب على ذلك سوء العلاقة معه وهذا لا يضرك ان شاء الله اذا انت استمريت على مصاحبته بالمعروف . 

الطريقة الثالثة :الصبر على هذه الاحوال حتى يفرجه الله من عنده ومحاولة تغيير الهم والحياة الى جوانب اخرى تكفل لك الانجازات والحياة السعيدة كما ذكرنا من قبل .

وأخيرا أسال الله الكريم المنان أن يهدي والدك ويسعدكم في الدنيا والاخرة .

تحميل الملف المرفق